شككت مجموعة دولية من علماء الأنثروبولوجيا في الفكرة الراسخة القائلة بأن الإنسان العاقل الأول غادر أفريقيا على طول الساحل الشرقي للقارة. ربما تكون رحلة الإنسانية قد بدأت في الجنوب، قبالة ساحل جنوب أفريقيا الحالية. ونشرت الدراسة في مجلة معاملات الجمعية الملكية لجنوب أفريقيا (TRSSA).
ويعتقد العلماء أنه منذ حوالي 70 ألف سنة، بدأت مجموعات صغيرة من الناس بمغادرة الساحل الجنوبي والتحرك على طول الساحل الشرقي للقارة. ومنذ ما بين 50.000 إلى 40.000 سنة مضت، عبروا البحر الأحمر ووصلوا إلى شبه الجزيرة العربية، ومن هناك انتشروا لاحقًا في جميع أنحاء أوراسيا.
وأشار المؤلفون إلى أن "المناخ والموارد والتطور التكنولوجي لمجتمعات الجنوب الأفريقي في ذلك الوقت خلق الظروف المثالية لبداية الهجرة البشرية العالمية".
تعتمد الفرضية على بيانات من أقدم المستوطنات البشرية في منطقة كيب الجنوبية. يحتوي مجمع كهوف بيناكل بوينت وغيره من مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو على أدلة غنية على تطور السلوك البشري الحديث الذي يعود تاريخه إلى 162 ألف عام.
وهنا بدأ القدماء لأول مرة في استغلال وفرة البحر، وجمع القشريات والأسماك التي توفر إمدادات غذائية ثابتة حتى خلال فترات الجفاف. ربما يكون هذا قد منحها ميزة تطورية على السكان الذين يعيشون على الأرض والذين يعتمدون على الصيد وجمع الثمار.
كما لاحظ العلماء الدور المهم الذي لعبه اختراع القوس والسهم، والذي أتاح لسكان هذه المنطقة الحصول على الغذاء والدفاع عن أنفسهم بشكل أكثر فعالية.
خلال العصر الجليدي، انخفضت مستويات سطح البحر، مما أدى إلى كشف السهول الساحلية الشاسعة في جنوب إفريقيا، الغنية بالغذاء والمياه العذبة. خلال هذا الوقت ربما طور أسلافنا ثقافة ومهارات الملاحة البحرية التي ستمكنهم من الإبحار على الساحل في المستقبل.
وخلص الباحثون إلى أن "الناس في كيب الجنوبية نجوا من ثوران بركان توبا قبل 74 ألف سنة، والذي تسبب في التبريد العالمي، وواصلوا تطورهم الثقافي، وهي حقيقة تميزهم عن غيرهم من السكان البشريين الأوائل".
ووفقا للباحثين، كان النمو السكاني والتنافس على الموارد وتغير المناخ هي المحركات الرئيسية للهجرة. كان الطريق الساحلي هو الأكثر أمانًا وملاءمة. لقد وفرت إمكانية الوصول إلى الغذاء والمياه العذبة والمناخ المعتدل وعدد أقل من الحيوانات المفترسة الكبيرة.
الترجمة بواسطة Euromedia24.com
