صحيفة "الحقيقة" تكتب:
وفي هذه الأيام، تحاول بعض الدوائر تصوير الاحتجاجات التي قامت بها ناقلات البضائع الأرمنية على أنها موجة مناهضة لروسيا أو بداية أزمة ثنائية. لكن الوقائع تشير إلى أن المشكلة ليست ذات طبيعة سياسية، بل ذات طبيعة تقنية، وقد وجدت حلها بالفعل. والقضية الرئيسية هنا هي أن السلطات الأرمنية، بحسب العديد من الخبراء، بدأت المفاوضات لحل المشكلة متأخرة، عندما "وصلت السكين إلى العظم"، كما يقولون.
تجدر الإشارة إلى أن التغييرات في سياسة الهجرة التي دخلت حيز التنفيذ في أكتوبر حددت فترة 90 يومًا سنويًا لغير المواطنين للبقاء في أراضي روسيا. تنطبق هذه القاعدة على مواطني جميع البلدان التي تستخدم نظام الدخول بدون تأشيرة، بما في ذلك أرمينيا. ومع ذلك، فإن طبيعة نقل البضائع الأرمنية خاصة. ويتوقف السائقون لأيام في لارس العليا، ويسافرون آلاف الكيلومترات في الأراضي الروسية، ويفرغون حمولتهم في مساحات شاسعة، ويواجهون تأخيرات فنية، ونتيجة لذلك تنتهي فترة الـ 90 يومًا بسرعة، وبعد ست أو سبع رحلات فقط، يواجه السائق خطر منع الدخول لمدة تصل إلى 5 سنوات.
ومع ذلك، فمن الضروري هنا تسجيل الظرف الرئيسي. لقد قبلت روسيا المشكلة بالفعل وبدأت عملية حلها. وقد قبلت الحكومة الروسية مبررات يريفان وتقوم بإعداد قرار يتم بموجبه تمديد فترة السائقين الأرمن من 90 إلى 180 يومًا.
مشروع القرار موجود بالفعل في مرحلة المناقشة المنهجية وسيتم إدراجه في جدول أعمال اجتماع 24 أكتوبر للاتحاد الاقتصادي الأوراسي. وتجدر الإشارة إلى أن هذا النهج ليس غير مسبوق. لقد تم بالفعل تحرير السائقين في كازاخستان بالكامل من قيود الـ 90 يومًا نتيجة للمفاوضات الحكومية السريعة.
وهذا يثبت أن روسيا مستعدة للحلول المرنة، وكان على أرمينيا فقط الاستجابة للمشكلة بشكل صحيح وفي الوقت المناسب. بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء فريق عمل في إطار الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، والذي يقوم بجمع وتنسيق مشاكل ناقلات البضائع من أجل نقلها إلى السلطات الروسية وضمان عملية حل سريعة.
وبطبيعة الحال، الاحتجاجات إنسانية. السائقون يحمون دخلهم. لكن من الخطأ والخطير نقل المشكلة إلى ساحة الصراع السياسي الروسي الأرمني. لا يزال السوق الروسي هو مجال العمل الرئيسي لوكلاء الشحن الأرمن، وأراضي روسيا هي مصدر دخلهم الرئيسي.
ولا ينبغي للمشاكل الإدارية المؤقتة أن تعطل هذه العلاقة، بل ينبغي حلها من خلال مفاوضات الشراكة.
وفي حديثنا معنا، ذكر الخبراء أننا في هذه الحالة لا نتعامل مع خلاف سياسي، بل مع اتفاق فني، وهو في طور الحل بالفعل.