الأشخاص الأذكياء يعيشون لفترة أطول. وقد توصل إلى هذا الاستنتاج علماء جامعة إدنبرة، الذين وجدوا أن الذكاء الذي يتم قياسه في مرحلة الطفولة يرتبط بمدة الحياة على المستوى الجيني. ونشرت الدراسة في مجلة الطب النفسي الجينومي (GP).
قدم فريق بقيادة ديفيد هيل وإيان ديري أول دليل وراثي جزيئي على أن الذكاء وطول العمر لهما جذور بيولوجية مشتركة.
وقام العلماء بتحليل البيانات الجينومية لأكثر من 12 ألف شخص تم قياس ذكائهم خلال مرحلة الطفولة وما يقرب من 390 ألف مشارك تم تقدير عمر والديهم.
وأظهرت النتائج أن الارتباط الوراثي بين الذكاء وطول العمر كان 0.35، مما يعني أن ما يقرب من ثلث الجينات التي تؤثر على الذكاء ترتبط أيضًا بطول العمر. وقُدرت نسبة وراثة الذكاء بـ 27%، وطول العمر بـ 29%. ووفقا للباحثين، فإن القوة الرئيسية للدراسة هي أن القياسات تم إجراؤها أثناء الطفولة، قبل وقت طويل من تأثر القدرات المعرفية بالمرض أو العوامل الاجتماعية. وقد سمح لهم ذلك باستبعاد السببية العكسية، التي تؤثر فيها الصحة على الأداء العقلي وليس العكس.
وقد تم تأكيد العلاقة بين الذكاء وطول العمر من خلال العشرات من الدراسات الوبائية الكبيرة. وأظهرت إحداها، والتي شارك فيها أكثر من مليون شخص، أن كل زيادة معيارية في معدل ذكاء الطفل تقلل من خطر الوفاة بنسبة 24%.
وأظهرت دراسة جديدة لأول مرة أن هذا التأثير له أساس وراثي. استخدم الباحثون انحدار اختلال التوازن، وهو أحد أقوى الأدوات في الإحصاء الجيني، مما سمح لهم باستبعاد تأثير العوامل العشوائية.
ووفقا للمؤلفين، قد يكون لنتائج الدراسة أهمية عملية. إن فهم البنية الجينية المشتركة للذكاء وطول العمر سيساعد في تطوير استراتيجيات للوقاية المبكرة من الأمراض والحفاظ على الصحة المعرفية.
وقال ديفيد هيل: "لا يمكننا تغيير الجينات، ولكن يمكننا دعم نمو الدماغ منذ سن مبكرة لوضع الأساس لحياة صحية وطويلة".
ترجمة:يوروميديا 24.كوم-في: