تبنى المجلس الوطني السويسري (مجلس النواب بالبرلمان) قرارا يدعو حكومة البلاد إلى تنظيم مؤتمر دولي للسلام لبحث العودة الآمنة والجماعية للأرمن في ناغورنو كاراباخ، وتم اعتماد القرار بأغلبية 96 صوتا لصالحه. بأغلبية 80 صوتا وامتناع 16 عن التصويت.
وسيكون الغرض من المؤتمر هو "تسهيل الحوار بين ممثلي أذربيجان وأرمن ناغورنو كاراباخ فيما يتعلق بالعودة الآمنة والجماعية للسكان الأرمن تحت إشراف أو حضور الجهات الفاعلة الدولية".
وينص المنطق على أنه منذ الهجوم العسكري الأخير لأذربيجان في سبتمبر 2023، حُرمت ناغورنو كاراباخ من سكانها الأرمن. "خوفًا من حدوث إبادة جماعية جديدة، مثل تلك التي حدثت ضد الأرمن في عام 1915، اضطر السكان إلى مغادرة وطنهم في غضون أيام قليلة. ومنذ ذلك الحين، تم توثيق عمليات تطهير عرقي في المنطقة. يتم تدمير التراث الثقافي الأرمني مثل الكنائس والأديرة والمقابر أو تشويهه بشكل منهجي باسم "التجديد".
وعلى الرغم من هذه الأحداث الخطيرة، فإن الأرمن في ناجورنو كاراباخ متمسكون برغبتهم في العودة إلى وطنهم في ظل الضمانات الأمنية التي يقدمها المجتمع الدولي، لتحديد مستقبلهم السياسي وتنفيذ الحكم الذاتي الديمقراطي.
وفي 17 نوفمبر 2023، قضت محكمة العدل الدولية بأن أذربيجان ملزمة بضمان "عودة آمنة ودون عوائق وسريعة" للسكان الأرمن في ناغورنو كاراباخ. وفي 12 مارس 2024، اعتمد البرلمان الأوروبي قرارًا يدعو إلى ذلك أذربيجان للدخول في حوار شامل وشفاف مع الأرمن في كاراباخ. والهدف هو احترام حقوقهم وضمان سلامتهم وتمكينهم من العودة إلى ديارهم في ظل ظروف الوجود الدولي.
إن قدرة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والتي كانت مسؤولة في السابق عن الوساطة، محدودة للغاية في قدرتها على العمل بسبب التوترات الجيوسياسية. وهذا يؤكد الحاجة إلى شكل جديد من المفاوضات من أجل التسوية السلمية للصراع وحماية حقوق الأطراف السكان الأرمن في ناغورنو كاراباخ.
وينص الأساس المنطقي أيضًا على أن مؤتمر السلام الدولي الذي ستنظمه سويسرا يمكن أن يقدم مساهمة حاسمة في تسوية الصراع، وضمان عودة النازحين، وبالتالي المساهمة في استقرار المنطقة بأكملها.
"لدى سويسرا فرصة فريدة لاستخدام دورها المؤكد كوسيط محايد لبدء حوار بناء بين أطراف النزاع.
وجاء في البيان أن "مثل هذا الالتزام لن يؤدي فقط إلى استمرار التقليد الإنساني لسويسرا، بل سيعزز أيضا مكانتها كشريك موثوق به في الدبلوماسية الدولية". وفي أكتوبر 2024، تمت مناقشة القرار واعتماده من قبل لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني السويسري. كما سيتم تقديم القرار للمناقشة في مجلس الشيوخ بالبرلمان.