ألقى وزير خارجية جمهورية أرمينيا أرارات ميرزويان كلمة في الجلسة الثالثة والعشرين لجمعية الدول الأطراف في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وأشار على وجه الخصوص إلى:
"سيدتي رئيسة الجمعية، أيها المندوبون الأعزاء، بادئ ذي بدء، أود أن أهنئ رئيس الجمعية على رئاسته الناجحة خلال هذا العام. إن الجهود التي يبذلها لتوجيه الدول المشاركة في هذه الأوقات الصعبة والمفعمة بالتحديات تستحق الثناء حقا.
وهذه هي المرة الأولى التي يخاطب فيها ممثل جمهورية أرمينيا جلسة الجمعية كعضو كامل العضوية في نظام روما الأساسي. إننا نخطو خطواتنا الأولى على هذا الطريق، ولكننا مستعدون للقيام بدور نشط.
إن القرار المهم بأن تصبح عضوا في هذه الهيئة العليا لم يتم اتخاذه بسهولة. ومع ذلك، وبالنظر إلى تاريخ أرمينيا، كنا راسخين في إيماننا بأن إنهاء الإفلات من العقاب وتعزيز العدالة والمساءلة لهما أهمية خاصة، ولا يمكن تحقيقهما إلا من خلال جهودنا المشتركة. ونحن على قناعة بأن المحكمة الجنائية الدولية تشكل أحد العناصر الهامة للقانون الدولي.
كما أنه يساهم في تطوير القانون الدولي، مما يجعله أكثر صلة بالتحديات الحالية.
وربما الأهم من ذلك، أنه يوفر العدالة لضحايا الجرائم، وهو عنصر حاسم في السلام والمصالحة. ولذلك، فإن أرمينيا تعترف وتقبل تماما مسؤوليتها عن المساهمة بنشاط في تعزيز المحكمة وتقدمها.
ومن المؤسف أن جغرافية الجرائم الدولية الأكثر خطورة آخذة في التوسع، وتوفر التطورات التكنولوجية أساليب وفرص جديدة لتنفيذ هذه الجرائم. ومن الضروري ألا تدخر البلدان ذات التفكير المماثل أي جهد لمنع ارتكاب أخطر الجرائم التي تتحدى الإنسانية والمعاقبة عليها؛ الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والعدوان.
لقد شهدنا بالفعل حالات كثيرة للغاية تم فيها تقويض الإنذار المبكر والعمل بسبب المصالح السياسية الضيقة، مما أدى إلى شل الأداء الفعال للمؤسسات المسؤولة بشكل مباشر عن صون السلام والأمن الدوليين.
وفي هذا الصدد، فإن تعزيز آليات المنع، وخاصة قدرات الإنذار المبكر، فضلا عن إمكانات الردع التي تتمتع بها المحاكم الدولية، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية، يمكن أن يقودنا إلى عالم أكثر أمانا.
ولن يتسنى لنا أن نضمن أن العدالة ليست امتيازاً لقلة من الناس، بل هي حق للجميع، فقط من خلال تعزيز الإجماع العالمي والاقتناع بأن الجرائم الأشد خطورة لن يتم التسامح معها، وأن المساءلة تشكل أهمية بالغة لتحقيق السلام الدائم.
أرمينيا مستعدة للمشاركة بنشاط في عمليات التعاون الإقليمي والدولي لمنع الإفلات من العقاب وتعزيز الالتزام بمراعاة المعايير الدولية.
ونحن على قناعة بأن روح التعاون بين الشعوب لا تعزز المحكمة الجنائية الدولية فحسب، بل تعزز أيضا قدرتنا الجماعية على دعم العدالة وسيادة القانون.
السيدات والسادة، باعتبارها داعمًا منذ فترة طويلة لجدول أعمال منع الإبادة الجماعية، تقف أرمينيا في طليعة العمل الدولي الهادف إلى تعزيز السياسات والممارسات ضد جريمة الإبادة الجماعية، فضلاً عن تشكيل شبكة عامة دولية لتعزيز أساليب الوقاية.
وعليه، أطلقت أرمينيا "المنتدى العالمي المعني بجريمة الإبادة الجماعية"، الذي يتم تنظيمه بمناسبة اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية ومنع تلك الجريمة، الذي تم اعتماده بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأرمينيا فخورة بكونها واضعة ذلك القرار.
باختصار، أود أن أتطرق إلى طبيعة المحكمة الجنائية الدولية التي تجعل قضايا الضحايا في قلب أنشطتها.
ونؤمن بأن الضحايا يستحقون عدالة محايدة، لأن الجرائم التي لا يعاقب عليها القانون تؤدي إلى التكرار والتكرار.
وفي سياق دعم الضحايا، اسمحوا لي أن أعرب عن امتناني العميق لصندوق دعم الضحايا لدعم وتنفيذ البرامج التي تهدف إلى التغلب على الضرر الناجم عن الجرائم المنصوص عليها في نظام روما الأساسي.