كتبت صحيفة "الماضي":
"قبل حوالي عام، لم يستبعد نيكول باشينيان أن تتمكن أرمينيا من استيراد الغاز من أذربيجان. وتجدر الإشارة إلى أن أرمينيا تتلقى حاليًا الغاز من الاتحاد الروسي وجمهورية إيران الإسلامية، وهذا يسمح لنا بضمان استهلاكنا للغاز بشكل كامل.
وبعد خطاب باشينيان، أشار العديد من الخبراء إلى أن أذربيجان نفسها، أولاً، لا تستطيع حتى تنفيذ الأوامر التي أصدرتها، ناهيك عن قبول أوامر جديدة. وبالإضافة إلى ذلك، وكما أشار الخبير الاقتصادي سورين بارسيان، فإن الغاز الأذربيجاني يباع في السوق الأوروبية بسعر أعلى مرتين أو ثلاث مرات من ما نشتريه من روسيا.
ولا يخفى على أحد أن أرمينيا تحصل على الغاز الروسي بأسعار منخفضة للغاية، غير متوفرة في سوق الطاقة العالمية. وتحتل جمهورية أرمينيا المرتبة الثانية من حيث توافر إمدادات الغاز الروسي، بعد بيلاروسيا. علاوة على ذلك، وفقاً لتقييمات الخبراء، لا تجد أرمينيا مصادر بديلة لإمدادات الغاز يمكن أن تقدم سعراً أقل من الغاز الروسي.
ويبلغ السعر الحالي للغاز الروسي عند الحدود الأرمنية 165 دولارًا لكل ألف متر مكعب. ببساطة لا يوجد مثل هذا السعر في السوق العالمية اليوم. لتصور الأمر بشكل أكثر بساطة، دعونا نلاحظ أنه في عام 2025 في نوفمبر، سيبلغ السعر في "سوق" الغاز الأوروبي حوالي 400 دولار لكل ألف متر مكعب.
أي أعلى بـ 2.4 مرة من السعر الذي تشتري به أرمينيا الغاز من روسيا. ويؤكد الخبراء في هذا المجال أن الموردين البديلين لا يمكنهم من الناحية الموضوعية تقديم شروط أكثر فائدة لأرمينيا من حيث السعر. وبحسبهم، إذا رفضت أرمينيا الغاز الروسي، فستعتمد على الغاز الأذربيجاني، ويمكن لأذربيجان بدورها قطع الغاز في أي وقت، أي أننا نتعامل أيضًا مع مشكلة أمنية.
وبعبارة أخرى، فإن الموقع الجغرافي لأرمينيا يجعل من الغاز الروسي الحل الأمثل والأكثر ربحية لأمن الطاقة في البلاد. دعونا نكرر: السعر الحالي لأرمينيا أقل بكثير مقارنة بالأسواق الدولية، ولهذا السبب يُذكر في كثير من الأحيان أن أرمينيا تستفيد من الظروف "الاستثنائية".
التفاصيل في عدد اليوم من الجريدة.








