هنريخ مخيتاريان يكتب:
"إنعقاد مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في أذربيجان والمخاطر المحددة الناجمة عنه بالنسبة لأرمينيا.
1. تعزيز السمعة الدولية لأذربيجان. إن انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP29) سيمنح أذربيجان فرصة لتقديم نفسها كقائدة للاقتصاد "الأخضر" أمام المجتمع الدولي. وهذا قد يعيق جهود أرمينيا لفضح انتهاكات أذربيجان لحقوق الإنسان وسياساتها العدوانية أمام العالم، وخاصة في قضية ناغورنو كاراباخ.
2. دعم دول أوروبا الشرقية لأذربيجان. يمكن تفسير الدعم الإجماعي الذي أبدته دول أوروبا الشرقية لأذربيجان فيما يتعلق بمكان انعقاد مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، خاصة بعد العمليات العسكرية الأخيرة، على أنه دعم دولي للسياسة الأذربيجانية. وهذا يضعف موقف أرمينيا الدبلوماسي، مما يجعل من الصعب على البلاد تعزيز مصالحها الخاصة، فضلاً عن حماية التراث الثقافي والتاريخي الأرمني.
3. زيادة الإمكانات الاقتصادية لأذربيجان. إن استقبال عشرات الآلاف من الضيوف الدوليين سيحقق نتائج اقتصادية مهمة لأذربيجان، مما يعزز جاذبيتها السياحية والاستثمارية.
4. التفوق المعلوماتي والميزة الدعائية. سيوفر مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP29) لأذربيجان منصة دولية لعرض دعايتها على نطاق واسع وتشكيل الرأي العام العالمي حول مواقفها. وهذا الظرف يمكن أن يؤدي إلى فراغ معلوماتي، ونتيجة لذلك سيتم إخراج المواقف والمشاكل الأرمنية من مركز الاهتمام الدولي.
5. تعزيز الصورة "الخضراء" على خلفية الصراعات. تحاول أذربيجان أن تضع نفسها كشركة رائدة في التنمية البيئية من خلال الإعلان عن إنشاء مناطق "خضراء" في الأراضي المحررة. ويمكن استخدام مثل هذه الخطوات كمبرر لتصرفاتها السياسية في آرتساخ، وإظهار البلاد كدولة محبة للسلام وذات توجهات بيئية، على الرغم من أساليبها الإرهابية.
6. خطر العزلة الدبلوماسية لأرمينيا. إن انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP29) في أذربيجان والاعتراف المكتسب نتيجة لذلك على الساحة الدولية يمكن أن يؤدي إلى تعميق العزلة الدبلوماسية لأرمينيا. وهذا يمكن أن يقلل بشكل كبير من قدرة أرمينيا على طرح قضاياها وكسب الدعم في المحافل الدولية. وتشكل هذه العوامل تحديًا خطيرًا لأرمينيا، مما يعرض موقفها للخطر ويحد من قدرتها على الدفاع عن مصالحها على الساحة الدولية. وفيما يلي الخطوات التي يمكن أن تتخذها أرمينيا: لمنع عقد COP29 في أذربيجان.
1. حملة دبلوماسية نشطة. يمكن لأرمينيا القيام بأنشطة دبلوماسية نشطة في الأمم المتحدة ومجموعة أوروبا الشرقية، وهو ما يبرر عدم قبول عقد مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في أذربيجان. ومن خلال معالجة التهديدات الأمنية وانتهاكات حقوق الإنسان، تستطيع أرمينيا أن تحصل على دعم الدول الأخرى وتلفت انتباه الرأي العام إلى مبرراتها المنطقية.
2. التعاون مع المنظمات الحقوقية وغير الحكومية. يمكن لأرمينيا أن تلفت انتباه منظمات حقوق الإنسان الدولية، مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، إلى سياسات أذربيجان العدوانية وانتهاكات حقوق الإنسان. إن نشر مثل هذه التقارير والتغطية الإعلامية يمكن أن يضغط على الأمم المتحدة ومنظمي المؤتمر.
3. حملة إعلامية ضد انعقاد المؤتمر في باكو. إن التعاون مع منصات الإعلام الدولية والشبكات الاجتماعية والدوريات الغربية المؤثرة من شأنه أن يساعد أرمينيا على تقديم وجهة نظر بديلة، تظهر أذربيجان كدولة تنتهك الأعراف الدولية. وهذا قد يجبر الدول الأخرى على إعادة النظر في مدى ملاءمة عقد مثل هذا الحدث المهم في أذربيجان.
4. الإشارة إلى انتهاكات الأعراف البيئية. يمكن لأرمينيا أن تظهر أن أذربيجان تضر ببيئة المنطقة، وهو ما يتعارض مع الغرض من إقامة حدث "أخضر". على سبيل المثال، قد تكون العواقب المترتبة على استخراج النفط واستغلال المناجم، فضلاً عن الأضرار التي لحقت بالنظام البيئي في كاراباخ، حججاً مقنعة.
5. المشاركة في مبادرات المنظمات البيئية الدولية. ويمكن لأرمينيا أن تشارك بشكل أكثر نشاطاً في مبادرات مثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومرفق البيئة العالمية، من خلال الترويج لبرامجها "الخضراء". إن المشاركة في مثل هذه البرامج ودعم المشاريع الكبيرة من شأنه أن يساعد أرمينيا على اكتساب سلطة إضافية والحصول على دعم الدول الأخرى لنقل مؤتمر COP29.
6. مناشدة دعم الدول المؤثرة. يمكن لأرمينيا أن تناشد الدول المؤثرة في أجندة المناخ، على سبيل المثال، الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا، لحثها على دعم قرار نقل COP29 إلى مكان أكثر حيادية وملاءمة.
7. إنشاء تحالفات إقليمية. في حالة وجود مصالح مشتركة، يمكن لأرمينيا التعاون مع الدول الأخرى، وإنشاء تحالف إقليمي من شأنه أن يدعم نقل مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين. على سبيل المثال، تستطيع أرمينيا أن تلجأ إلى تلك الدول التي تشعر بالقلق أيضاً إزاء النفوذ الإقليمي الذي تتمتع به أذربيجان من أجل توحيد جهودها.
8. إثارة قضية أسرى الحرب. ويمكن لأرمينيا أن تلفت انتباه المجتمع الدولي إلى مسألة استمرار احتجاز السلطات الأذربيجانية لأسرى الحرب الأرمن، الأمر الذي ينتهك الأعراف الدولية وحقوق الإنسان.
ويمكن لأرمينيا التأكيد على أن أذربيجان، على الرغم من التزاماتها الإنسانية، تواصل احتجاز أسرى الحرب الأرمن في باكو، مما يثير قضايا إنسانية وأخلاقية خطيرة. يمكن تقديم عقد مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في بلد يتجاهل المعايير الإنسانية الدولية كخطوة غير مقبولة يمكن اعتبارها دعمًا ضمنيًا لتصرفات أذربيجان وانتهاكات حقوق الإنسان. ومن شأن هذه الخطوات أن تساعد أرمينيا على زيادة فرصها في منع انعقاد مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في أذربيجان عن طريق التعديل القرار وتقديم الدعم الدولي بالطبع، إذا استمر سيرج سركسيان في حكم أرمينيا، سيكون لدينا آرتساخ حرة، وجيش قوي، وسنكون عامل إثارة للتساؤلات في المنطقة، بدلاً من أن نصبح عملة جيوسياسية. أريد بشكل خاص أن أشير إلى أنه إذا كان الرئيس الثالث لأرمينيا، سيرج سركيسيان، في السلطة اليوم، فسيتم عقد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP29) في أرمينيا، وسيتم حرمان أذربيجان من جميع فرص الضربات الدبلوماسية.
والدليل الحي على ذلك هو تصريح علييف في عام 2016 بأنه مجبر على الاعتراف باستقلال آرتساخ، وانضمام الرئيس التركي أردوغان إلى بيان مجموعة مينسك، الذي تضمن انتقادات لأذربيجان وغيرها من النجاحات الدبلوماسية والعسكرية.