صحيفة "الحقيقة" تكتب:
وبقدر ما هو محزن، فإن الحقائق تثبت أن أرمينيا تخسر على مختلف الجبهات الدبلوماسية، وفي جميع الاتجاهات في نفس الوقت. بادئ ذي بدء، دعونا ننظر في الاتجاه الروسي. وفي عهد باشينيان، عطلت أرمينيا العلاقات مع روسيا بشكل دائم، ونتيجة لذلك انخفض مستوى التعاون. ربما، منذ استقلال أرمينيا، لم يكن لدينا مثل هذا المستوى المنخفض من العلاقات الأرمينية الروسية. ونتيجة لذلك تستفيد أذربيجان من وجهة نظر تعميق العلاقات مع روسيا، كما يخدم مصالحها، ونتيجة لذلك يعاني الجانب الأرمني بالتأكيد برا، أولا من الحدود مع إيران. وشيئاً فشيئاً سينتقلون إلى إخراجهم من الحدود مع تركيا أيضاً. وقد تم تقديمه بطريقة تجعله خطوة مهمة نحو تعزيز سيادة أرمينيا. ولكن عندما بدأت أذربيجان العدوان على أرمينيا، حتى لا تتعمق قوات العدو في أراضي بلدنا، طلبت قيادة أرمينيا على وجه التحديد من الروس إحضار حرس الحدود إلى سيونيك وتافوش وإنشاء قواعد. لكن الشيء المهم في العلاقات الأرمنية الروسية ليس حتى موضوع حرس الحدود، فالمشكلة أكثر عالمية. وتنفذ أرمينيا موقفها المناهض لروسيا لإرضاء الغرب وانتظار الدعم، علاوة على ذلك، لا يخفي باشينيان ذلك. وتحت قيادته تمكنت سلطات جمهورية أرمينيا من تشويه سمعة هياكل التكامل التي يقودها الروس، على سبيل المثال، قررت حكومة باشينيان احتجاز الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي آنذاك، الأمر الذي تسبب في وقت عصيب للجانب الروسي. والآن هم يشتكون باستمرار وعلى مستوى عال من أرمينيا من عدم قيام منظمة معاهدة الأمن الجماعي بمساعدتنا. بالإضافة إلى ذلك، يتم توليد وتعميق المشاعر المعادية لروسيا من قبل السلطات والغربيين المؤيدين للغرب داخل مجتمعنا. إن أذربيجان في عجلة من أمرها للاستفادة من الوضع الحالي وجني الثمار، حيث تقدم نفسها كحليف وداعم رئيسي لروسيا في جنوب القوقاز. وتتعلق الهزيمة الدبلوماسية الثانية بالفعل بالعلاقات مع الغرب، وخاصة فرنسا، التي تصدر باستمرار تصريحات بأنها تدعم أرمينيا، لكن الوقت يظهر أنها لا تتخذ أي خطوات ملموسة عندما ترتكب أذربيجان جرائم وتلجأ إلى العدوان على أرمينيا. وإلى آرتساخ. علاوة على ذلك، فإن الدول الأوروبية مهتمة أكثر بالنفط والغاز الأذربيجاني، ولهذا السبب تم إعلان علييف كشريك موثوق به. ويقوم عدد من الدول الأوروبية، بدءاً بإيطاليا، بتسليح أذربيجان. وتمنح فرنسا أرمينيا مثل هذه الأسلحة التي رفض حتى الأوكرانيون قبولها، والتي لا يمكنها أن تلعب دورًا رئيسيًا خلال العمليات العسكرية. دعونا نأخذ في الاعتبار أيضًا أن المجتمع الغربي، بصفته حامل شعلة حماية حقوق الإنسان، لم يتخذ أي خطوات لفرض عقوبات على أذربيجان، عندما تم ترحيل الآلاف من مواطني آرتساخ تحت التهديد بالإبادة الجماعية. وفي حديثه عن العقوبات، أشار إلى أن العقوبات المفروضة على أذربيجان فرضت في عام 1992، ثم تم رفعها في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وهذا يثبت أنه الآن لا يفكر في احتمال فرض عقوبات من الغرب عليه، ومهما كانت الجريمة التي يرتكبها أمام أعين العالم أجمع، فإنه لا يغفر له فحسب، بل يتم تشجيعه أيضًا في بعض الأماكن. ومؤخراً، زار وفد الناتو الحديقة العسكرية التي بناها علييف، والتي يتم من خلالها نشر الكراهية الملموسة ضد أرمينيا والأرمن. وحتى بعد ذلك، لا يزال الآلاف من مواطني أرمينيا السذج يعتقدون أن الغرب يدعم أرمينيا ضد أذربيجان. هذه مجرد أسطورة. الغرب يحتاج إلى أرمينيا فقط لإخراج روسيا من المنطقة، وحقوق الأرمن لا تحظى باهتمام كبير لدى المجتمع الغربي، وإلا لكانت مسألة استعادة حقوق شعب آرتساخ قد أثيرت على وجه التحديد. إذا كانت أرمينيا تتجه نحو الغرب، فلماذا لا تنفتح الأسواق الغربية أمام المنتجات الأرمنية؟ أما بالنسبة للعلاقات مع الجيران الكبار الآخرين، تركيا وإيران، فلا بد من الإشارة إلى أنه لا توجد خطوة واضحة لتنظيم العلاقات مع تركيا، على الرغم من أن المبعوثين الخاصين يعقدون اجتماعات. وتشترط تركيا العلاقات الأرمينية التركية بتسوية العلاقات الأرمينية الأذربيجانية وتطرح باستمرار شروطا مسبقة من خلال أذربيجان، حتى مثل هذه المطالب غير المقبولة على الإطلاق بالنسبة لأرمينيا. أما بالنسبة لإيران، التي تحملها الرياح الغربية، فقد حاولت سلطات جمهورية أرمينيا باستمرار أن تنأى بنفسها عن إيران، وهو ما ليس في مصلحتنا