أفادت وزارة الصحة اللبنانية أن ما لا يقل عن 14 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من 450 آخرين في موجة ثانية من الانفجارات التي شملت أجهزة اتصالات لاسلكية في جميع أنحاء لبنان يوم الأربعاء، مما أثار إدانة واسعة النطاق من القادة الإقليميين والدوليين. حددت وسائل الإعلام المحلية الأجهزة المعنية بأنها من طرازات ICOM V82، وهي أجهزة اتصال لاسلكي يُقال إنها مصنوعة في اليابان. انفجرت المئات من أجهزة الاتصال اللاسلكي التي كان يحملها أعضاء حزب الله، والتي كان يعتقد أنها آمنة نسبيًا ضد القرصنة والتتبع، بعد ظهر يوم الثلاثاء. وسمع دوي انفجارات في الضاحية الجنوبية لبيروت وعدة مناطق في جنوب وشرق لبنان. وبحسب تقارير أمنية لبنانية، وقع انفجار أثناء تشييع أربعة من عناصر حزب الله، مما أدى إلى إشعال حرائق في المركبات والمباني السكنية وأدى إلى وقوع إصابات عديدة، حيث قامت خدمات الطوارئ بنقل المصابين إلى المستشفيات المحلية. وردا على الأحداث، أصدرت قيادة الجيش اللبناني بيانا حثت فيه المواطنين على تجنب التجمع بالقرب من مواقع الانفجارات لتسهيل الوصول الطبي. وجاءت موجة الانفجارات التي وقعت يوم الأربعاء في أعقاب هجوم واسع النطاق وقع يوم الثلاثاء، حيث يعتقد أن الإسرائيليين استهدفوا أجهزة النداء التي يستخدمها حزب الله، مما أدى إلى مقتل 12 شخصًا، من بينهم طفلان، وإصابة حوالي 2800 آخرين. وأشار مصدر أمني لبناني، الثلاثاء، إلى أن العبوات التي انفجرت كانت مفخخة بـ 20 غراما من المتفجرات، والتي لا بد أنها كانت موجودة أثناء تصنيع العبوات. صرح رئيس شركة Gold Apollo، الشركة التايوانية التي تنتج أجهزة النداء AR-924 التي انفجرت يوم الثلاثاء، للصحفيين يوم الأربعاء أن أجهزة النداء المتورطة في الهجمات المنسقة تم إنتاجها وبيعها من قبل شركة BAC، وهي منتج ومورد مرخص للأجهزة ومقرها في الصين. هنغاريا. وتشير التقارير الإعلامية إلى أن حزب الله حصل على أجهزة الاتصال واستوردها خلال الأشهر القليلة الماضية. ووصفت الحكومة اللبنانية العدوان الإسرائيلي بأنه انتهاك خطير للسيادة اللبنانية، رغم أن إسرائيل لم تعلق بعد على الأحداث. وامتدت ردود الفعل على الهجمات إلى ما هو أبعد من لبنان، حيث أدانت حماس الحادث ووصفته بأنه عمل "إرهابي" ضد المواطنين اللبنانيين. كما أدان وزير الخارجية الإيراني سيد عباس عراقجي بشدة "العمل الإرهابي الذي قام به الكيان الصهيوني ضد المواطنين اللبنانيين" وذلك خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب. وتلقى وزير الصحة العامة اللبناني فراس الأبيض اتصالات هاتفية من نظرائه المصري والسوري والإيراني والعراقي أعربوا فيها عن تضامنهم. ورد العراق بإرسال طائرة مساعدات تضم طاقما طبيا وإمدادات هبطت في مطار بيروت صباح الأربعاء. وأصدرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بيانا يوم الأربعاء وصفت فيه الانفجارات بأنها عمل متعمد من أعمال الحرب الهجين ضد لبنان ودعت إلى إجراء تحقيق شامل. وأدان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل الهجمات في بيان صدر يوم الأربعاء، وسلط الضوء على الأضرار الجانبية العشوائية التي لحقت بالمدنيين، بما في ذلك الأطفال. وحذر بوريل في البيان من أن مثل هذه التصرفات تهدد أمن واستقرار لبنان وتهدد بتصعيد التوترات في المنطقة.